الأخطاء الشائعة في الاستثمار وكيفية تجنبها
1. المبالغة بالتفاؤل أو تبنِّي توقعات شخصٍ آخر
يشتمل الاستثمار طويل الأمد على إنشاء محفظةٍ استثمارية منوعة بشكلٍ جيد، مصممة لتوفر لك المستويات المناسبة من العائد والمخاطرة في مختلف ظروف السوق وتغيراته. ولكن، حتى بعد تصميم المحفظة المناسبة، لا يستطيع أحد التنبؤ أو التحكم في العوائد التي سيقدمها السوق بالفعل، لذا يعد مهمًّا عدم المبالغة بالتوقعات، وأن تكون حذرًا عند رسم توقعاتك.
لا يستطيع أحد أن يخبرك بالمعدل المعقول للعائدات من دون فهمٍ جيد لك ولأهدافك وللتوزيع الحالي لأصولك.
2. تحديد أهداف غير واضحة للاستثمار
يُقال إنَّ من دون تحديد وجهتك مسبقًا، لن تعرف أيَّ طريق تسلك، ومثلما ينطبق ذلك على شتى مجالات الحياة، ينطبق على الاستثمار. يمكن تحديد كل شيءٍ في مجال الاستثمار، بدءًا بخطة الاستثمار والاستراتيجيات التي ستستعين بها، وتصميم المحفظة الاستثمارية، بل حتى اختيار بعض الأوراق المالية بعينها ، بناءً على أهدافك الحياتية. وكثير من المستثمرين يركز على أحدث التوجهات الاستثمارية، أو على زيادة عائد الاستثمار على المدى القصير، بدلًا من تصميم محفظة استثمارية لديها قدرة مرتفعة على أن تحقق أهدافهم الاستثمارية على المدى البعيد.
3. التنويع بدرجةٍ غير كافية
يمثل التنويع بشكلٍ كافٍ الطريقة الوحيدة لإنشاء محفظةٍ لها القدرة على توفير مستوياتٍ مناسبة من المخاطر والعوائد في مختلف ظروف السوق، إذ يفكر المستثمرون عادةً في أنهم يمكنهم زيادة عوائدهم عبر توظيف استثماراتٍ كبيرة في أحد الأسهم أو القطاعات، لكن حين تتعارض حركة السوق مع ذلك، يمكن أن يصبح الوضع كارثيًّا. يمكن للتنويع الزائد أو والانكشاف الزائد على أحد الأوراق المالية أن يؤثرا على الأداء، لذا فإنَّ أفضل مسارٍ يتمثل في تحقيق التوازن بينهما، والأفضل أن تطلب مشورة مستشار متخصص.
4. التركيز على النوع الخطأ من الأداء
هناك إطاران زمنيَّان يجب التركيز عليهما: المدى القصير، وكل شيءٍ آخر. فإن كنت مستثمرًا على المدى البعيد، يمكن للمضاربة في الأداء على المدى القريب أن تؤدي لنتائج كارثية، لأنها يمكن أن تؤدي بك إلى التشكيك في استراتيجيتك وتدفعك لإجراء تعديلاتٍ قريبة المدى على محفظتك الاستثمارية، لكن تجدر تجربة النظر إلى ما هو أبعد من المعطيات قريبة المدى، أي إلى العوامل التي تعزز الأداء طويل الأمد. وإن وجدت نفسك تركز على المدى القصير، أعِدْ توجيه تركيزك.
5. الشراء بسعر مرتفع والبيع بسعر منخفض
المبدأ الأساسي للاستثمار هو الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع ، فلماذا يفعل كثير من المستثمرين العكس؟ بدلًا من اتخاذ القرارات بعقلانية، يحرك الخوف والطمع كثيرًا من المستثمرين. بل -وفي حالاتٍ كثيرة- يشتري مستثمرون بسعر مرتفع في محاولةٍ لزيادة العوائد على المدى القريب، بدلًا من محاولة تحقيق أهداف الاستثمار على المدى البعيد. ويؤدي التفكير في العوائد على المدى القريب إلى الاستثمار في أحدث ما تم ابتكاره بعالم الاستثمار حتى وإن كان ذلك غير مدروسا، أو الاستثمار في أصول أو باستراتيجياتٍ استثمارية كانت فعالةً في الماضي القريب، وفي هذه الحالات، وبمجرد أن يصبح الاستثمار معروفًا وأن يجذب انتباه العامَّة، يصبح امتلاك أفضليةٍ في تحديد قيمته أصعب.
6. التداول المفرط وبشكلٍ متكرر
عند الاستثمار، يمثل الصبر فضيلة. فكثيرًا ما يستغرق الأمر وقتًا ليحقق الاستثمار واستراتيجية توزيع الأصول المتبعة فوائدهما النهائية، ويمكن للتعديل المستمر في أساليب الاستثمار ومكونات المحفظة الاستثمارية أن يؤدي إلى تقليل العوائد بسبب الزيادة في الرسوم، كما يمكن أن ينتج عنه التعرض لمخاطر غير متوقعةٍ ودون تعويض. لذا ينبغي لك أن تكون واثقًا من أنَّك على الطريق الصحيح، واستخدم الدافع لإعادة تشكيل محفظتك الاستثمارية، كدافعٍ لتعلُّم المزيد عن الأصول التي لديك بدلًا من كونه دافعًا للتداول.
7. دفع الكثير من الأموال في صورة رسومٍ وعمولات
يتمثل خطأ شائع في الاستثمار بصندوقٍ استثماري عالي التكلفة أو دفع الكثير مقابل الخدمات الاستشارية، لأنَّ حتى الزيادة الصغيرة في الرسوم يمكن أن يكون لها تأثيرٌ كبير على الثروة على المدى البعيد. وقبل فتح حساب، كُن على درايةٍ بالتكلفة المحتملة لكل قرارٍ استثماري، وابحث عن الصناديق الاستثمارية التي لها رسوم معقولة، واحرص على أن تتلقى خدمة قيِّمة مقابل الرسوم الاستشارية التي تدفعها.
9. عدم مراجعة الاستثمارات بانتظام
إن كنت تستثمر في محفظةٍ منوعة، فهناك فرصة ممتازة لأن تتغير بعض الأمور. ففي نهاية السنة أو ربع السنة، ستبدأ المحفظة، التي بنيتها بحذر، في أن تبدو مختلفة للغاية؛ لذلك كُن حريصًا على ألَّا تخرج عن مسارك، وراجع محفظتك الاستثمارية بانتظامٍ (مرةً سنويًّا على الأقل) لتتأكد أنَّ استثماراتك لا تزال مناسبة لوضعك، وأنَّ محفظتك لا تحتاج إلى إعادة توازن (وهو الأهم).
10. المخاطرة بالكثير جدًّا أو بالقليل جدًّا أو بشكلٍ خطأ
يشتمل الاستثمار على مستوًى ما من المخاطرة مقابل مكافأةٍ محتملة. ويمكن للمخاطرة بالكثير جدًّا أن تؤدي إلى اختلافاتٍ كبيرة في أداء الاستثمار، ما قد يقع خارج منطقة الأمان بالنسبة إليك. كذلك يمكن للمخاطرة بالقليل جدًّا أن تؤدي إلى تحقيق عوائد أقل من أن تحقق أهدافك المالية. لذلك فمن الضروري أن تحرص على معرفة حدود قدرتك المالية والنفسية على المخاطرة، وإدراك مخاطر الاستثمار التي ستتعرض لها.
11. عدم معرفة الأداء الحقيقي لاستثماراتك
يعد صادمًا أنَّ كثيرًا من المستثمرين ليست لديهم فكرة عن أداء استثماراتهم، حتى إن كانوا يعلمون النتائج الرئيسة أو أداء بعض أسهمهم، فإنهم نادرًا ما يعرفون تقييم أدائها في سياق محفظتهم. ولكن حتى هذا غير كافٍ؛ إذ يجب أن تربط أداء محفظتك الكلية بخطتك، لترى ما إذا كنت على الطريق الصحيح أم لا، بعد احتساب المصاريف والتضخم. ولا تتجاهل هذا، وإلا لن تعرف كيف تقيم استثمارك.
12. التفاعل مع الإعلام
هناك كثيرٌ من القنوات الإخبارية، التي تعمل على مدار الساعة، وتكسب المال عبر عرض معلوماتٍ «قابلة للتداول»، وسيكون من الحماقة محاولة متابعتها، بل يتمثل الحل في استخلاص المعلومات القيمة من وسط كل هذه الضوضاء.
يجمع المستثمرون الناجحون والمتمرسون المعلومات من عدة مصادر مستقلة، ويجرون أبحاثهم وتحليلاتهم الخاصة. وتعد الاستعانة بالأخبار، باعتبارها المصدر الوحيد لتحليلات الاستثمار، خطأ شائعًا يرتكبه المستثمرون، لأنَّه بحُلول وقت صدور المعلومة للعامَّة، تكون قد أخذت بالاعتبار بالفعل في تسعير الأسهم في السوق.
13. الجري وراء العائد
الأصل عالي العوائد شيء مغري للغاية. فلِمَ لا تحاول زيادة العائد الذي يحققه لك؟ الأمر بسيط؛ العوائد السابقة ليست مؤشرًا على الأداء المستقبلي، وأعلى العوائد تحمل أعلى المخاطر، لذلك ركز على الصورة الكبيرة، ولا تتشتت وتتجاهل إدارة المخاطر.
15. عدم القيام بالتقصي اللازم
هناك كثير من قواعد البيانات يمكنك استخدامها لمعرفة ما إذا كان الأشخاص، الذين يديرون أموالك، لديهم التدريب والخبرة والقيم الأخلاقية اللازمين ليستحقوا ثقتك أم لا. فلماذا لا تستخدمها؟ بل اسألهم عن مراجع لأعمالهم، وراجع عملهم على الاستثمارات التي يوصون بها. كل ما في الأمر هو أنَّك تقوم ببعض الجهود الإضافية لتنعم براحةٍ أكبر لاحقًا، والأهم أنَّك تتجنب الوقوع ضحية لمُحتالين جدُد، وينبغي لأيِّ مستثمرٍ أن يكون مستعدًّا للقيام بهذه العملية.
16. العمل مع مستشار غير مناسب
يجب أن يكون مستشار الاستثمار شريكك في تحقيق أهداف استثمارك؛ فالمتخصص المالي ومقدم الخدمات المالية المثالي ليست لديهما القدرة على حلِّ مشكلاتك فقط، بل يشاركانك فلسفةً مشابهة بشأن الاستثمار، بل والحياة عمومًا. لذا؛ فإنَّ فوائد تخصيص وقتٍ إضافي لإيجاد المستشار المناسب تفوق كثيرًا رفاهية اتخاذ قرارٍ سريع.
17. السماح للعواطف بالسيطرة عليك
ينمي الاستثمار مشكلاتٍ عاطفية كبيرة، يمكنها إعاقة عملية صنع القرار. هل تريد إشراك شريك حياتك في التخطيط لأمورك المالية؟ ما المصير الذي تريده لأصولك بعد مماتك؟ لا تدع جسامة هذه الأسئلة تسيطر عليك، فالمستشار الجيد سيكون قادرًا على مساعدتك في وضع خطةٍ تنجح أيًّا ما كانت إجابات هذه الأسئلة.
18. نسيان التضخم
يركز معظم المستثمرين على العوائد الاسمية (القيمة بالعملة) بدلًا من العوائد الحقيقية، ويعني هذا النظر إلى الأداء ومقارنته، قبل احتساب الرسوم والتضخم. وحتى إن لم يكن الاقتصاد في فترة تضخمٍ هائل، فسترتفع بعض التكاليف. من المهم تذكر أنَّ ما يمكنك أن تشتريه بالأصول التي لديك يعد، من نواحٍ كثيرة، أكبر أهميةٍ من القيمة هذه الأصول بالعملة، لذلك يجب أن تُعوِّد نفسك على التركيز على ما هو مهم حقًّا: عائداتك بعد حساب التكاليف المتزايدة.
19. عدم اتخاذ الخطوة الأولى أو عدم المتابعة
عادةً ما يفشل الأفراد في بدء برنامج استثماري، ببساطة لأنَّهم تنقصهم المعرفة الأساسية بكيفية البدء. وعلى غرار ذلك، فإنَّ فترات عدم النشاط تكون نتيجةً للخمول أو الإحباط بسبب خساراتٍ استثمارية سابقة؛ إدارة الاستثمار تعد تخصُّصًا غير معقدٍ بدرجةٍ بالغة، لكنه يتطلب جهدًا وتحليلًا مستمرًا لتنجح فيه.
20. عدم التحكم بما يمكنك التحكم به
يحب الناس قول إنَّهم لا يستطيعون معرفة المستقبل، لكنهم يهملون حقيقة مهمة: يمكن اتخاذ خطوات لتشكيل هذا المستقبل. كذلك فإنك لا تستطيع التحكم فيما سينتجه السوق، لكن يمكنك ادخار مزيدٍ من الأموال. واستثمار رأس المال باستمرار يمكن أن يحقق، بمرور الوقت، حجم التأثير نفسه على تراكم الثروة الذي يحققه العائد على الاستثمار، وهي الطريقة الأضمن لزيادة احتمالية تحقيق أهدافك المالية.